بدون شك، أنت تتذكر تلك الأيام الحلوة الجميلة ذكريات الطفولة المفعمة بالمحبة والتفاهم والضحك، تقاسمنا كلّ صغيرة وكبيرة، هل تتذكر عند مرورنا من الغابة للذهاب الى والدنا، كنت أجري ورائك خائفة، أبكي، لأنّي خلت أنّ القصة سوف تعاد أحداثها مثل ذات الطربوش الأحمر، كنت خائفة من الذئب حقا، وكنت تضحك ولم تفسّر لي أن هذه الغابة ليس فيها أي مكروه، لكن تعمّدت لتظهر أنّك قوي لا تخشى شيئا. ربّما تتذكر كم كانت طفولة سعيدة ملؤها الفرح والمحبّة، كان كل ما يسيئك يتعبني، أحمل معك عناء همومك، لأنّك كنت شيئا كبيرا في حياتي، وفجأة سافرت للعمل، أحسست بغيابك، عقلي وقلبي يحملان لك كل الحب وتقاسمت معك كل ما يحزنك، وكنت سندك أحاول أن أكون لك أختا كما ترضى، كنا نحكي ونتحاور ولا أرفض لك طلبا، وفي المقابل كنت ترضيني وكنت لك أختا بكل معنى الكلمة، كان نعيما لا يوصف، ودارت الأيام، وانتهى كل شيء، بحثت عليك بين كل الأسطر، وتمعنت كل الوجوه لأجد ذلك الملاك في صورة أدمي، حتى أنه اختفى ولم أجد لك أثرا ولا عنوان، هل أنت حي أم ميت، هل أرثي نفسي لفقدان عزيز، عليه العوض ومنه العوض، نعم استسلمت لأمر ربي، إنّه يعلم ولا يخفى عليه ما في الصدور، إنه يعلم الحقائق، وكل ما يدور في عالمه، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق ، صعبًا جدًّا أن أجد إنسانا ليس هو، هل أنت موجود أو اختفيت من الوجود، كان يتراءى لي أني أميرة بين في قصر منيع بروجه محصنة،
أين أنت هل تعيش في قمقم، أم غيرت العنوان، ورحلت بدون رجعة، هل بحثت وقرأت بين الأسطر وتحاورت مع نفسك، لما أنت غير موجود، هل لا يمرّ في ذهنك شيء، أنبئني هل أنت انسان يحس، هل لك انتماء، من تكون، أريد أن أعلم، لماذا توقف عقلك عن التفكير، هل أنت مخطء أم إنك على صواب، هل تعلم ما معنى الحياة، ولماذا نعيش، هل عرفت معنى الحرية، والاستقلال بالرأي، اني مستاءة وقلبي يؤلمني الفترة التي قضيتها معك طوال هذه الحياة، هذه رسالة إليك لتعلم أنك قذفت بجوهرة جميلة في متاهات النسيان، اني فرحة جدّا لأني عرفتك جيدا أنك ليس لك قوة ولا تستطيع أن تنطق بكلمة، لأنّك تحت .السيطرة، وغريقا بين متاهات الزمن. اني آسفة لأني أبحث عن شيء غير موجود وليس له وجود
2 comments
Stormlizard said:
JOURNAL BLEU said: